جواهر الدرر في حل ألفاظ المختصر
لمحمد بن إبراهيم أبي عبد الله شمس الدين التتائي (ت942هـ)
لا يخفى على أحد أن مختصر الشيخ خليل من أشهر المتون الفقهية في المذهب المالكي، وهو عند المالكية المتأخرين من أحسن ما ألف في الفقه المالكي، وقد اعتنى العلماء به شرحاً ونظماً، ووضعت عليه الحواشي والتعليقات والطرر، بحيث بلغت عدداً كبيرا تنوّعت بين الإيجاز والإطناب، ومازالت البحوث والشروح تُنسج حوله إلى يومنا هذا.
وممن شرحه محمد بن إبراهيم شمس الدين التتائي المصري (ت942ﻫ)، وله عليه شرحان: كبير سماه: فتح الجليل في حل جواهر درر ألفاظ الشيخ خليل، وصغير سماه: جواهر الدرر في حل ألفاظ المختصر، قال في مقدمته: «أردت حل ألفاظه [مختصر خليل] ممزوجة الأصل والشرح بالحمرة والمداد، ليسهل تناوله لمن له أراد، فقلت مستعينا على ذلك بالحسيب الجليل، فهو حسبي ونعم الوكيل، وسميته: جواهر الدرر في حل ألفاظ المختصر».
وهذا الشرح قد ضعفه العلماء وتعقبوه عليه، قال الهلالي: «ومنها شرح التتائي الصغير [أي جواهر الدرر]، فقد قيل إنه مات قبل تحريره، ويدل لذلك ما يوجد فيه مما هو سبق قلم، لا يخفى عمن دونه، وقد بالغ في الإنكار عليه الشيخ ابن عاشر» [نور البصر لأبي العباس أحمد بن العزيز الهلالي ص: 132]. وعلى هذا يفهم كثرة ما ألف المالكية على جواهر الدرر لما فيه من الأغلاط استلزم من الأئمة تعقبه في حواشي وتعاليق وطرر، من ذلك حاشية على شرح التتائي لمصطفى الرماصي (ت1136هـ)، وهي تعد من أفضل الحواشي التي وضعت على جواهر الدرر، وتعقبه أيضا محمد أقيت التنبكتي (ت991هـ)، ومحمد بغيغ (ت1002هـ)، وعبد الواحد ابن عاشر(ت1040هـ) انتقده وحل مشكلاته ودفع إيهاماته.
قال محققه: «شاع لدى كثير من الناس أن شرح التتائي الصغير الذي نحن بصدد إخراجه ليس من الكتب المعتمدة في المذهب، وحين نسألهم عن سبب ذلك لا يأتونك بجواب يقنع، فبعضهم يزعم أنه ليس معتمدا في المذهب لأجل أنه يقول في مسألة ما المشهور كذا، ويكون المشهور فيها مقابله، وبعضهم يعزو ذلك إلى كثرة الأخطاء في حل ألفاظ المختصر، وليس ما ذكروه أن يكون سندا في التضعيف...» [مقدمة المحقق (1/22)].
طبع الكتاب بتحقيق ذ حامد المسلاتي عن دار ابن حزم ط1 سنة 2014م.
بقلم الباحث: محمد الخادير