فوائد ولطائف
|
الصلة بين العلم والعمل والدعوة إلى الله:
قال الدبوسي (ت430ﻫ): «فأقصى مراتب العبد في الدعوى إلى الله تعالى، فإنها رتبة الأنبياء عليهم السلام، وتركوها ميراثا للعلماء .. وأما العبادة فحق لله تعالى على عبده، والعبد مؤد عن نفسه ما عليها، فلن يصير العبد عاملا لله حتى يدعو، قال تعالى: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا) .. قال تعالى: (وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) فأبان الله شرف الرسول بالدعوة والهداية، دون العزلة والعبادة .. فالخلافة بالولاية من أقصى المراتب، وإنها تقوى بالنبوة، وتزداد قوة بالرسالة، وتضعف بالاستنباط والدلالة، وتزداد ضعفا بالقنوع بظواهر المسموع .. نفع العبادة خاص، ونفع الدعوة عام» [ تقويم الأدلة للدبوسي ص: 10-11].
|
|
|
اقرأ أيضا
|
قال الشافعي: مَنْ تعلمَ الْقُرْآنَ عظُمتْ قِيمَتهُ، وَمَنْ تعلمَ الْفِقهَ نَبُلَ مِقدارُهُ، وَمَنْ كَتبَ الْحَدِيثَ قَوِيَتْ حُجَّتُهُ، وَمَنْ تَعلمَ الْحسابَ جزَلَ رَأْيُهُ، وَمَنْ تعلَّمَ العرَبِيةَ رَقَّ طَبْعُهُ، وَمَنْ لَمْ يَصُنْ نَفْسَهُ لَمْ يَنْفَعْهُ عَملُه [المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي (ص: 324)].
وقال بعضهم:
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله
|
|
وأجسامهم قبل القبور قبور
|
وإن امـرءا لم يَحيَ بالـعلم مـيت
|
|
وليس له حتى النشور نشور
|
وقال القاضي عبد الوهاب (ت422ﻫ):
سأجعل فضل ثوبي في كتابي
|
|
وألتزم التقشف في ثيابي
|
لعمري إن درسا في كتابي
|
|
ألذ من المطاعم والشراب
|
ومن فرش الحرير ولبس خز
|
|
وأشهى من ملاعبة الكعاب
|
ومن زهر الرياض إذا تناهـــى
|
|
وسال عليه تسكاب السحاب
|
قال الشيخ أبو علي اليوسي (ت1102ﻫ) :
وليس يُزيل اسمَ العلم عن العالم تقصيرُه في الجواب عن مسألة سُئل عنها، أو أكثر، ولا جهله لذلك رأساً.
فما مثال العالم، إلا مثال التاجر في البز، أو العبيد، أو الخيل، أو نحو ذلك، فلا محالة قد تُطلب عنده حاجةٌ موصوفة أو أكثر، فلا توجد عنده، ولا يخرجه ذلك عن سماط التجار.
قال الإمام الزهري (ت124ﻫ): العالم إذا لم يُخِلَّ بواجب ولم يُقصر في فرض، أفضل من العابد.
قال ابن عطاء الله السكندري (ت709ﻫ): «من رأيته مجيبا عن كل ما سُئل، ومعبرا عن كل ما شهد، وذاكرا لكل ما عَلم فاستدل بذلك على وجود جهله».
والواو فيه بمعنى أو، فكل من الثلاثة دليل الجهل؛ إذ الجواب عن كل سؤال يتضمن دعوى الإحاطة في العلم، وليست إلا لعلام الغيوب ﴿وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا﴾. [الإسراء: 85].
وقال بعضهم:
قل لمن يدعي في العلم منزلة
|
|
علمت شيئا وغابت عنك أشياء
|
قيل للجنيد (ت298ﻫ): ما بال الرجلين يسألانك عن مسألة، فتجيب أحدهما دون الآخر؟
فقال: على قدر السائل يكون الجواب.
وفي هذا المعنى قال علي رضي الله عنه (ت40ﻫ) : حدثِ الناسَ بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله.
وقال ابن مسعود (ت32ﻫ): ما أنت بمحدث قوما بحديث لا تبلغه عقولهُم إلا كان لبعضهم فتنة.
وقال أبو علي اليوسي:
في الآثار: لا تؤتوا الحكمة غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم.
|
|
|